1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

العام الدراسي الجديد في العراق في ظل الظروف الأمنية المعقدة

حسن ع. حسين١٣ سبتمبر ٢٠١٣

يبدأ في منتصف الشهر الجاري في العراق العام الدراسي الجديد في ظل ظروف أقرب إلى انهيار أمني في عموم البلاد.آلاف التلاميذ والطلاب يتوجهون إلى مقاعدهم الدراسية يرافقهم في الطريق الخوف والقلق من وقوع اعتداءات دموية.

https://p.dw.com/p/19hEq
صورة من: DW/M.Al Saidy

انتهت العطلة الصيفية للمدارس والمعاهد والجامعات وبعد أيام قليلة سيتوجه آلاف التلاميذ والطلاب والطالبات إلى مقاعدهم الدراسية في مدارس ومعاهد وجامعات العراق. والأمل يحذو الجميع في تحصيل علمي وتأهيل لمستقبل أفضل. لكن الظروف الأمنية المتدهورة واستمرار الصراع السياسي في البلاد يجعل هذا الهدف صعب المنال.

ففي الخامس عشر من الشهر الجاري تفتح المؤسسات التعليمية وعل كل مستوياتها أبوابها أمام عشرات الآلاف من التلاميذ والطلاب والطالبات ليبدأ العام الدراسي الجديد 2013 و2014. وبذلك تبدأ لمعظم المشاركين في العملية التعليمية وذويهم فصلا جديدا من المعاناة والضغوط المختلفة. فرحة العام الدراسي الجديد تغطيها المخاوف على سلامة التلاميذ والطلاب أثناء ذهابهم ورجوعهم من وإلى المدارس والكليات والمعاهد، وذلك بسبب التراجع الكبير في الوضع الأمني في الأشهر القليلة الماضية. كما أن مستوى التعليم المدرسي والجامعي يعاني الكثير من التخلف وعدم تناسب المناهج التدريسية مع متطلبات الحياة الاجتماعية والاقتصادية العصرية.

Wache in der Nähe der Zentralbank in Bagdad ARCHIVBILD 2010
نقاط السيطرة في الشوارع تخلق اختناقات مروريةصورة من: picture-alliance/dpa

تعقيدات الوضع الأمني

وتتسم الظروف في العاصمة العراقية في هذه الأيام بعدم الاستقرار، حيث تشهد حالة من التوتر الأمني إلى جانب عدو وجود رؤية واضحة لدى المسؤولين حول مستقبل أكثر استقرارا في البلاد، كما يقول السيد ضياء رسن، الصحافي والناشط العراقي في بغداد في حديثه مع برنامج العراق اليوم. ويضيف ضياء "للوضع الأمني المتردي انعكاسات كثيرة على جميع مفاصل الحياة، بما في ذلك على الجانب التعليمي والذي يتأثر بشكل كبير بتأرجح الوضع الأمني". ويصف ضياء الوضع الأمني الحالي بالقول" هناك سيطرات تفرض يوميا في أماكن مختلفة تمنع دخول وخروج الأهالي، بما فيهم الطلبة، بالإضافة إلى اعتماد الأجهزة الأمنية لقرار حركة المركبات الفردي والزوجي، أي في يوم يسمح للمركبات حاملة الأرقام الزوجية بالحركة، فيما يسمح فقط للمركبات حاملة الأرقام الفردية. والعكس في اليوم التالي. وهو أمر يعيق التنقل الحر بشكل كبير، وخصوصا للطلبة". كما أن ظاهرة العشوائية في الأوامر الأمنية التي تخلق في كل يوم مفاجأة للمواطنين فيما يخص حرية الحركة، حسب تعبير السيد ضياء رسن.

من جانبه يضيف الدكتور تيسير الآلوسي، الكاتب والباحث الأكاديمي، في حديثه مع برنامج العراق اليوم أن هناك ضغوطا أمنية ومادية صعبة على العائلات العراقية وذلك بسبب الكباع الأمني الذي يسود في الشارع العراقي.

هاجس القلق المرافق الدائم

ويقول الدكتور تيسير الآلوسي إن هاجس القلق أصبح هاجس ترويع للشباب والشابات، فيما يخص انتقالهم بين البيت والمؤسسات التعليمية. ويشير الآلوسي إلى أن خطورة هذه الأوضاع تتضاعف بالنسبة للإناث، "فهناك وفي ظل عدم سيادة القانون وهيمنة فلسفة العنف البشع الدموي في الشارع والميادين العامة يتم ابتزاز الطالبات في هذه الظروف". من هنا، يقول الدكتور الآلوسي، "لا تتوفر الظروف الملائمة لعملية تعليمية سليمة ومنتظمة".

أيلول شهر الإنفاق المدرسي

اقتصاديا لا يبدو الوضع أفضل بكثير من الوضع الأمني. في هذا السياق يقول السيد ضياء رسن من بغداد " إن الوضع الاقتصادي أكثر تعاسة، خصوصا لعائلات التي عليها تجهيز أكثر من طالب أو طالبة لمستلزمات الدراسة والتعليم". يشار إلى أن معدل عدد الطلاب والطالبات في العائلة العراقية الواحدة يكون ما بين ثلاثة إلى خمسة أشخاص وفي مختلف المراحل الدراسية، وهو أمر يشكل عبئا اقتصاديا كبيرا على العائلات العراقية. ويتابع رسن أن أسعار المستلزمات المدرسية والجامعية ترتفع في هذا الشهر بشكل منفلت وفي ظل غياب رقابة رسمية على الأسعار. لذلك يسمى شهر أيلول/سبتمبر لدى العراقيين بشهر الإنفاق المدرسي، حسب تعبير ضياء رسن.

Syrien Damaskus Straße Checkpoint
التفتيش في شوارع بغداد يكلف المواطنين الكثير من الوقتصورة من: picture-alliance/dpa

أزمة العراق "بنيوية"

وفيما يخص مستوى التعليم في المدارس العراقية والجامعات يقول السيد ضياء رسن" هناك قضايا أكثر تعقيدا مثل قدم المناهج بالإضافة إلى الأعداد المتزايدة من الطلبة مع قلة الجامعات والمدارس وقلة الكادر التدريسي على ككل المستويات". كل هذه الأمور تزيد من تعقيد الواقع التعليمي في العراق، حسب تعبير ضياء رسن.

في هذا السياق يقول الدكتور تيسير الآلوسي إن الواقع التعليمي المتردي في البلاد جزء من الأزمة البنيوية التي تحكم قبضتها في عموم العراق. ويضيف الآلوسي " أن طابع التعليم مازال حبيس جدران أبنية متهالكة و أجهزة قديمة بالية ما يجعل مختبرات الجامعات والمعاهد متخلفة عموما، مقارنة مع الوضع العلمي أمميا ودوليا. ويضيف الدكتور الآلوسي أن الجامعات لا تتمتع باستقلالية اتخاذ القرارات فيما يخص المناهج التعليمي أو فيما يخص التعيينات الإدارية أو فيما يخص المنح والزمالات الدراسية إلى الخارج. وهو أمر يساهم في إضعاف المستوى التعليمي في العراق بشكل عام.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد