1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشرطة المصرية لا تزال تنتهك حقوق الإنسان

ماتياس زايلر/ أخيم زيغيلو٢١ فبراير ٢٠١٣

تستمر الشرطة المصرية في ضرب المعارضين وتعذيبهم أيضاً بعد تولي محمد مرسي قيادة البلاد. ويتعرض ضحايا عنف الشرطة الذين يحاولون الدفاع عن أنفسهم لضغوط شديدة. ولذلك، فإن هناك شكوكاً مبررة في تصميم مرسي على إصلاح الشرطة.

https://p.dw.com/p/17h28
Egyptian riot policemen stand guard during a demonstration outside the high court in central Cairo on January 30, 2013. Egyptian authorities detained suspected "Black Bloc" members as they protested an order by the public prosecutor to arrest anyone from the shadowy opposition group, an AFP journalist said. Presenting themselves as the defenders of protesters opposed to President Mohamed Morsi's rule, the Black Bloc reportedly models itself on anarchist groups of the same name in Europe and the United States. AFP PHOTO / KHALED DESOUKI (Photo credit should read KHALED DESOUKI/AFP/Getty Images)
صورة من: Getty Images

من المعروف أن السلطات الأمنية المصرية تعامل المعارضين في البلاد بكل صلابة. إلا أن عدد التقارير عن تعرض معارضين لأعمال تعذيب وإذلال وغير ذلك كان في الأسابيع الماضية كبيراً جداً حتى بالنسبة لمصر، وهذا دليل على أن أساليب عمل الشرطة لم تتغير، رغم مرور سنتين على سقوط نظام مبارك، بحسب ناشطة في مركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان، التي تقول إن "التعذيب في مراكز الشرطة يستمر. ويستمر أيضاً استخدام العنف الشديد ضد متظاهرين. ولا يزال نشاط الدولة بكامله ينجم عن نوع من العقلية الأمنية".

يعرف حمادة صابر، البالغ من العمر 48 عاماً، معنى ذلك جيداً، فأثناء مظاهرة أمام قصر الرئاسة ضد محمد مرسي، تعرض صابر للضرب المبرح من قبل رجال شرطة، الذين قاموا بتجريده من ملابسه قبل ذلك. وفي الختام قام عناصر الشرطة بجرّ الرجل العاري عبر الأسفلت الوسخ إلى سيارة نقل. لكن هذا المشهد، الذي بثه التلفزيون مباشرة، لا يثير دهشة الناشطة الحقوقية، والتي ترى أن "تجريد المعارضين من ملابسهم وضربهم بعد ذلك وجرهم في نهاية المطاف من غرفة إلى الأخرى في مركز الشرطة كان أمراً عادياً في عهد مبارك".

تخويف المعارضين حتى استسلامهم

إلا أن ما هو غير عادي في قضية حمادة صابر هو أنه لم يتعرض لمعاناته في مركز شرطة، وإنما أمام عيون الجميع. وبلغت قضيته ذروة غير معقولة عندما حاول في التلفزيون تبرير عنف الشرطة ضده، وبذلك شهد لصالح رجال الشرطة الذين ضربوه.

FILE - In this Friday, Feb. 1, 2013 file photo, Egyptian riot police beat a 48-year-old Hamada Saber after stripping him, and before dragging him into a police van, during clashes next to the presidential palace in Cairo. Video of the incident outraged Egyptians. The follow-up was even more dramatic: Speaking later, Saber insisted police were helping him. His account, which he since admitted was false, has raised accusations that police officials intimidated or bribed him, fueling an outcry that security forces notorious for corruption, torture and abuse under Hosni Mubarak are being used the same way by his Islamist successor. (AP Photo/Khalil Hamra, File)
رجال شرطة مصريون يضربون حمادة صابرصورة من: picture-alliance/AP

لذلك لا تشك الناشطة المصرية في أن السلطات أجبرت حمادة صابر على شهادته أو أنه ارتشى. ولم يعترف صابر في نهاية المطاف بأن الشرطة كانت الجهة التي أساءت معاملته، إلا بعد ممارسة أسرته الضغط عليه. وكما تقول الناشطة، فإن العديد من ضحايا الشرطة، الذين يوجهون بعد معاناتهم اتهامات ضد معذبيهم، يتعرضون لضغوط،، فقد يتم تهديدهم بالاعتقال أو باعتقال أطفالهم على سبيل المثال، أو بالقول أن رجال شرطة سيعثرون في سياراتهم على مخدرات. في نهاية المطاف يعرفون كيف يتم تخويف المرء إلى أن يستسلم.

معاناة حمادة صابر ليست استثنائية، فبموجب تقرير نشره ناشطون مصريون مؤيدون لحقوق الإنسان، تم منذ الخامس والعشرين من كانون الثاني/ يناير الماضي اعتقال أكثر من 200 متظاهر، بينهم بعض الشباب دون السن القانونية، الذين تعرضوا رغم ذلك للضرب والتعذيب. كما يتعرض الشباب الفقراء والأيتام بشكل خاص لتعسف الشرطة بدون تلقي أي حماية.

استخدام العنف كجزء من تدريب رجال الشرطة

عانى إبراهيم، البالغ من العمر 26 عاماً، أيضاً من تعذيب الشرطة قبل سنة. ولديه افتراض خاص به بشأن الأسباب التي تؤدي مرة بعد الأخرى إلى انتهاك الشرطة حقوق الإنسان. وتعود هذه الأسباب، في رأيه، إلى الأساليب المستخدمة في تدريب رجال الشرطة، إذ أن المدربين يضربون ويذلون المتدربين بشكل شديد. كما يعتبر استخدام العنف أمراً شرعياً وعادياً. ويقول إبراهيم: "بعد اعتقالي، عذبني رجل كانت رنة هاتفه المحمول عبارة عن آيات للقرآن، وهذا رجل لا يلاحظ أن تعذيب آخرين ليس صحيحاً، وإنما يرى في ذلك جزءاً من عمله".

An Egyptian riot policeman hits a protester during clashes near Cairo's Tahrir Square on January 28, 2013. Egypt's cabinet approved a draft law that would allow President Mohamed Morsi to deploy the armed forces on the streets "to participate with the police in preserving security and protecting vital establishments." AFP PHOTO/MOHAMMED ABED (Photo credit should read MOHAMMED ABED/AFP/Getty Images)
استخدام العنف ضد متظاهرين في شارع إلى جانب ساحة التحرير في القاهرةصورة من: Getty Images

لذلك من الضروري إصلاح جهاز الشرطة المصري ووزارة الداخلية بكاملها، إذ لا بد من اعتبار الشرطة جهة تحمي المواطنين وليس جهازاً يخدم تنفيذ مصالح الرئيس بالقوة. إلا أن الرئيس مرسي لم يتبن هذا الموقف حتى الآن إلا جزئياً، فالشرطة كافحت الإخوان المسلمين منذ عقود. ولذلك يوجد نزاع بين عدد كبير من كبار الضباط في وزارة الداخلية ومرسي.

وحتى لو نجح الإخوان المسلمون في التحكم بوزارة الداخلية كلياً، فإن الناشطة بمركز القاهرة لدراسات حقوق الإنسان مقتنعة بأنهم لا يعتزمون إصلاح الشرطة لصالح المواطنين، إذ أن سياسة مرسي حتى الآن لا تشكل دليلاً على أن الإخوان المسلمين يسعون إلى الديمقراطية. ففي تشرين الثاني/ نوفمبر من العام الماضي، أصدر مرسي مرسوماً يعطيه صلاحيات مطلقة، والدستور الذي فرضه على مصر يقيد الحريات الديمقراطية.

كما أن مشروع قانون التجمع الجديد يقيد حرية التظاهر، إضافة إلى أن مشروع قانون المنظمات غير الحكومية يعتبر قمعياً أكثر من القانون في فترة حكم مبارك. وفي هذا الصدد تقول الناشطة: "لا أستطيع، بالنظر إلى هذه التطورات، أن أقول إنه من المحتمل أن يقدموا على إصلاح الشرطة لتحمي المواطنين".

ولذلك، فإن الناشطة الحقوقية المصرية مقتنعة بأن الأخوان المسلمين لا يريدون إلا السعي للتحكم في الشرطة كجهاز لتوسيع سلطتهم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد