1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الشاعرة الألمانية هيلده دومين – بين الهجرة والحنين

٢٨ يوليو ٢٠٠٩

تمر هذه الأيام مئوية الشاعرة اليهودية الألمانية هيلده دومين، التي قضت أكثر من عشرين عاماً في المنفى بعيداً عن موطنها ألمانيا. دومين وجدت في الشعر سلوها وبديلاً عن الانتحار في عالم تجاذبته ويلات الحروب والملاحقات.

https://p.dw.com/p/IynH
هيلده دومين اتجهت إلى كتابة الشعر لتخطي الحنين والشوق إلى الوطن وفقدان والديهاصورة من: dpa

ولدت الشاعرة الألمانية هليده دومين، وأسمها الحقيقي هيلده لوفينستاين، في مدينة كولونيا الألمانية في 27 تموز/ يوليو عام 1909 وكان والدها رجل قانون يهودي معروف. وبعد أن أتمت المرحلة الثانوية عام 1929 درست القانون والاقتصاد الدولي وعلم الاجتماع والفلسفة في جامعات هايدلبيرج وكولونيا وبرلين.

الهجرة والحنين

Trauerfeier für Lyrikerin Hilde Domin
مراسم تأبين الشاعرة هيلده دومينصورة من: picture-alliance/ dpa/dpaweb

تتلمذت هيلده على أيدي أساتذة معروفين مثل كارل ياسبرس وكارل مانهايم. وقررت هيلده بسبب جذورها اليهودية وتبنيها للفكر الاشتراكي، أن تغادر ألمانيا لإكمال دراساتها في إيطاليا وهي في الثالثة والعشرين من عمرها عام 1932. وأدركت هيلده فيما بعد كم أثرت هذه الخطوة على إدراكها لمفهوم الحرية. عن هذا تقول الشاعرة الألمانية: "إن الأمر ليس أنني ذهبت إلى الحرية، وإنما الأمر هو أنه كانت لدي حرية الاختيار أن أغادر".

وحصلت هيلده على رسالة الدكتوراه عام 1935 في مدينة فلورنس الإيطالية، وكانت رسالتها عن تأثيرات الفكر المكيافيلي. وتزوجت هيلده صديقها المؤرخ الفني إرفين فالتر بالم عام 1936. وعاش الزوجان في احتكاك مباشر مع اللغة، حيث كانت د.هيلده بالم تلقي دروساً لغوية وتترجم الأعمال العلمية لزوجها.

نقطة التحول في حياة الشاعرة اليهودية

Domin Buchcover (ACHTUNG: NUR FÜR ARTIKEL HILDE DOMIN!!)
الغلاف الخارجي لأولى دواوين هيلده الشعرية بعنوان "الوردة فحسب كدعامة"

فرت هيلده مع زوجها إلى بريطانيا عبر باريس في ربيع عام 1939 ثم سافرا إلى سانتو دومينجو في صيف عام 1940 ومكنت الإقامة في جمهورية الدومينيكان، التي كان يحكمها الديكتاتور رفائيل تروخيللو، الزوجين من البقاء على قيد الحياة. وهناك تابعت هيلده تدريسها للغات والترجمة وحصل زوجها على درجة الأستاذية في مجال تاريخ الفن وتخصص في الفنون البرتغالية والإسبانية الاستعمارية.

وتوفى والد هيلده في عام 1940 في المنفى في أمريكا ووالدتها في عام 1951، الأمر الذي أثر على هيلده كثيراً ودفعها إلى كتابة الشعر. وعن هذا التحول تقول الشاعرة الألمانية: "حررت نفسي من خلال اللغة. ولولا إنني لم أحرر نفسي لما كنت على قيد الحياة. اتجهت إلى كتابة الشعر. كتبت باللغة الألمانية بالطبع".

حين تصبح كتابة الشعر بديلاً عن الانتحار

ساعدت كتابة الشعر الشاعرة الألمانية على مواصلة الحياة وتحمل الحنين والشوق إلى موطنها بل وكانت السبب في رجوعها مع زوجها إلى أوربا في بدايات عام 1950، مروراً بنيويورك وفرانكفورت وأخيرا إلى هايدلبيرج في عام 1960. وأطلقت هيلده بالم على نفسها لقب هيلده دومينHilde Domin نسبة إلى جمهورية الدومينيكان، التي اتجهت فيها إلى كتابة الشعر. فقد كتبت هيلده أولى قصائدها عام 1951 هناك، وخلال العامين التاليين كتبت ما يقرب من 200 قصيدة، سيطر على معظمها حنينها للعودة إلي وطنها.

بيد أن أول دواوينها الشعرية ظهر عام 1959 تحت عنوان "دعامتي وردة واحدة فقط" والذي لاقى قبولاً كبيراً من النقاد والجمهور. كما كتبت هيلده عام 1968 روايتها "الجنة الثانية"، التي ترصد فيها خبرتها في المنفى. وبعد حياة حافلة بالترحال والسفر رحلت الشاعرة الألمانية هيلده دومين عن عمر يناهز السادسة والتسعين يوم 22 فبراير عام 2006. وحلت مئويتها الأولى يوم أمس الاثنين ( 27 تموز/ يوليو 2009)ز

الكاتبة: سونيا هيلتزينجر/ دينا جودة

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد