الساسة وخيبة أمل الناس
٢٤ سبتمبر ٢٠٠٩في ساحة العراق تجري أحداث ساخنة بشكل يومي، تحالفات سياسية ، ومواقف تتدخل فيها أطراف دولية، علاقات مع دول الجوار مدا وجزرا ، السياسيون يعملون بجد استعدادا للانتخابات، وتتقدم كتل سياسية وتتأخر أخرى...لكن السؤال المهم، أين العراقي من كل هذه السياسة؟
كيف يمكن أن يهتم بما يجري وهو لا يجد ابسط مقومات الحياة؟ لا كهرباء، لا ماء لا جامعات مرموقة، لا اتصالات مريحة، لا أمن، لا بريد، الفساد الإداري في كل مكان وعلى كافة المستويات...ماذا تحقق للناس بعد سقوط النظام السابق؟
المحامي خالد عيسى طه رئيس منظمة محامون بلا حدود ومقرها لندن ذهب الى أن التأريخ المعاصر للعراق يكشف عن وعود الساسة التي لم تتحقق دائما، والولايات المتحدة التي سعت ان يكون العراق بعد تحريره منبرا للديمقراطية قد فشلت في الوصول إلى هذا الهدف مشيرا إلى بعض الأرقام التي تؤشر عدم الوصول إلى هذه الغاية
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: خالد عيسى طه: مشروع الولايات المتحدة الأمريكية في العراق لم يحقق أهدافه)
أما الباحث والكاتب نزار حيدر مدير المركز الإعلامي العراقي في واشنطن فقد أشار إلى ن طبيعة النظام الشمولي السابق الذي بقي على رأس السلطة أكثر من 3 عقود من الزمن، ففي ثلاثينات القرن الماضي كان في العراق عدد من الأحزاب التي امتلكت تأريخا وتقاليد حزبية عريقة، وقد تبدل هذا الوضع وخاصة في مجال العمل الحزبي، وتحولت أحزاب اليوم إلى أدوات للوصول إلى السلطة
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: نزار حيدر: قيادات الأحزاب الحالية تنسلخ عن أحزابها إذا فقدت السلطة أو إذا شاءت التمسك بالسلطة)
فيما لفت الكاتب سهيل احمد بهجت من دهوك في العراق إلى أن الديمقراطية هي بناء متكامل، وعلى السلطة أن تحيد نفسها عن مراقبة الأفكار، وقد ذكرني رمضان هذا العام برمضان النظام السابق حيث يلقى بغير الصائم في السجن ويبدو لي أن ديمقراطية العراق تتعرض اليوم للخطر، الديمقراطية موجودة لكنها تحتاج الى مزيد من العمل
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: سهيل احمد بهجت: الديمقراطية ما زالت فتية في العراق وتحتاج الى رعاية وإلا ضاعت)
الصحفي العراقي ثامر مراد من بغداد ذهب إلى أن شيئا لم يتحقق في العراق بعد سقوط النظام السابق، والفساد يجتاح الدولة العراقية كما ان هناك تمييزا طائفيا وغيابا ملحوظا للأمان وبوجود الديمقراطية ما زلت غير قادر على الخروج من بيتي بعد الساعة الثامنة مساء، وإذا تحدثنا عن البنية التحتية فهي مهملة محطمة، وفي عهد النظام السابق( المنقرض كالديناصورات) كانت هناك شوارع يمكن أن يسير فيها المرء، أما الآن فقد صار هذا حلما
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: ثامر مراد: لم يتحقق للناس أي شيء بعد سقوط النظام ألديناصوري)
وذهب خالد عيسى طه الى أن الحياة الحزبية في العراق قديمة وعريقة ، ولكن الأحزاب الجديدة قائمة على الطوائف والقوميات والقانون العراقي لا يبيح تشكيل حزب على أسس مذهبية او دينية ،و يعرف الأحزاب بوجود التفاف جماهيري حولها، الأحزاب الحالية لا تتفق مع قانون الأحزاب لعام 1937
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: خالد عيسى طه: وصول اوباما إلى السلطة سيغير الواقع)
وأكد نزار حيدر أن الوضع في العراق ليس بهذه السوداوية وعلى الإنسان أن يكون منصفا ومنفتحا في قراءته، والشعب العراقي والنخبة السياسية ورثوا مشاكل مزمنة، منها غياب مفهوم الدولية ، والجميع يتحدث عن النظام الملكي والنظام البعثي والنظام القاسمي، وابرز مظاهر غياب الدولة تغيير العلم 5 مرات على مدى تسعين عاما، الناس لا يعاملون على أنهم مواطنون بل على أنهم رعايا عند الحاكم
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: نزار حيدر: كل عقد من الزمن على مدى تسعين عاما شهد العراق حملة تهجير قسرية)
فيما كشف سهيل أحمد بهجت أن التحالف الدولي قد نجح في إسقاط النظام الدكتاتوري في العراق، ولكن النخب السياسية العراقية فشلت، والكل يتغنى بالديمقراطية والحرية ، والقلة تستخدم خطابا إنسانيا، ومختصر القول أن العراقيين الذين يهتمون بالسياسة يفتقرون إلى الوعي السياسي، والأحزاب السياسية الحالية في الغالب عظامية وليست عصامية
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: سهيل احمد بهجت: ما تحقق على الأرض هو نتاج الطبقة العراقية المثقفة)
ودعونا المستمعين الى مشاركتنا الحوار بالإجابة عن سؤالنا:
ماذا تحقق للعراقيين بعد سقوط النظام السابق في 2003؟
فتنوعت إجاباتهم، إلا أنها في المجمل أجمعت على أن المتحقق قليل جدا مقارنة بحجم التضحيات وبالخراب الكبير الذي عم البلد.
( للاستماع اضغط على الرابط أسفل الصفحة: المستمع حسن من كندا: لم يتحقق أي شيء منذ 2003 )
الكاتب : مُلهم الملائكة Mulham Almalaika .