1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الخبير الألماني شتاينباخ:"واشنطن خسرت دورها التقليدي في الشرق الأوسط"

١٠ يناير ٢٠٠٨

ما هي التوقعات والتكهنات التي تحيط بزيارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى منطقة الشرق الأوسط، وما هي النتائج التي يمكن أن تتمخض عنها؟ الخبير الألماني في شؤون الشرق الأوسط أودو شتاينباخ يقدم رؤيته عن ذلك في مقابلة مع موقعنا.

https://p.dw.com/p/Cnew
الخبير الألماني أدودو شتاينباخصورة من: dpa

دويتشه فيله: أية دلالة تحملها زيارة الرئيس بوش لإسرائيل؟

شتاينباخ: يأمل الرئيس الأمريكي أن يعطي الإشارة بأنه قادم لحل أعقد مشكل في الشرق الأوسط. انتظرنا طويلا أن يقوم بشيء في هذا السياق. ثم جاءت أنابوليس. لكنها لم تحقق إلا تقدما بسيطا ويأتي بوش الآن للدفع بالأمور باتجاه التسوية النهائية. لكن حظوظ حل هذه الأزمة في وقت محدد غير جيدة. لقد انتظر طويلا، وخلال ذلك حدثت أشياء كثيرة في الشرق الأوسط.

عبرت العديد من الدول عربية في أنابوليس عن استياءها من سياسة الاستيطان الإسرائيلية. هل يمكن لإسرائيل أن تراجع سياستها الاستيطانية؟

هناك إشارات متناقضة من القدس. فصحيح أن الاستيطان لم يتوقف، ولكن رئيس الوزراء الإسرائيلي أعلن نية الحكومة تفكيك بعض المستوطنات ووقف بناء مستوطنات جديدة، ولكنه في الآن نفسه يعلن أن مستوطنات أخرى مثل معال أدومين في القدس سيستمر بناءها. ويكمن الأمر الأساسي في هذا السياق في قدرة بوش على إقناع الإسرائيليين بوقف عملية الاستيطان، فإذا فشل في ذلك فإن زيارته إلى المنطقة ستمنى بالفشل، وهذا سيعني أن وزن الولايات المتحدة في إسرائيل يعادل الصفر.

يزور بوش خلال جولته الشرق الأوسطية السعودية والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة من أجل حشد تحالف لعزل إيران كقوة إقليمية في المنطقة. كيف تقيمون هذا الوضع؟

إننا نعرف هذا السياسة منذ زمن. يحاول المرء أن يخلق تحالفا بين الدول العربية المعتدلة التي شاركت في مفاوضات أنابوليس والتي يزورها بوش الآن خلال جولته الشرق أوسطية وإسرائيل. لكن بعد عودة السياسيين العرب من أنابوليس مباشرة عشنا شيئا مثيرا للغرابة: إذ أقدم مجلس التعاون الخليجي على استضافة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في اجتماعه السنوي. وهذا يعني أن الدول العربية المعتدلة لا تثق ببوش ولا بقدرة سياسته على الوصول إلى حل. إنهم يذهبون في طريقهم الخاص بهم، وهذا الطريق يقودهم إلى إيران، وليس إلى تبني سياسة واشنطن الرامية إلى عزل طهران.

تراجعت صورة بوش في مصر، أهم بلد عربي، بشكل كبير. هل تعتقدون بوجود تقارب بين القاهرة وطهران؟

كان ينتظر تحقق هذا التقارب منذ زمن. وسياسة الولايات المتحدة الرامية إلى خلق تحالف بين الدول العربية وإسرائيل ضد إيران لن ينجح، خصوصا وأن العلاقات بين واشنطن والقاهرة في السنوات الأخيرة أصبحت أكثر سوءا.

هناك تكهنات حول إمكانية قيام بوش بزيارة مفاجئة لكل من العراق ولبنان، فإلى ماذا سيؤول وضع العراق بعد فترة بوش؟

إن الإدارة الأمريكية مقتنعة أنها اختارت الاتجاه الصحيح، حين عززت قواتها الموجودة في العراق في ربيع سنة 2007. وبالفعل فقد تراجع معدل العنف هناك كثيرا. ويتوجب على بوش الآن أن يحاول الاستمرار في تطوير هذه الإمكانيات لحسم الصراع في العراق بشكل أو بآخر.

أما فيما يتعلق بسياسة الحكومة الأمريكية بهذا الخصوص، فمن الصعب التكهن بها. فقد بعث كل من مرشحي الرئاسة هيلاري كلينتون وأوباما بإشارات مختلفة تماما. ولكن مما لاشك فيه فإن الأزمة في العراق سوف لا تحل في الثلاث سنوات القادمة، وحتى مع وجود حكومة جديدة.

أما فيما يتعلق بلبنان، فإن جميع الاحتمالات قائمة، إذ قد تثمر زيارة بوش عن انفراج للوضع هناك، ويمكن للثقل الأمريكي أن يؤدي في الواقع إلى حل قضية الفراغ الرئاسي في لبنان.

ما هو الإرث الذي ستتركه سنوات بوش السبع في العالم العربي؟

فوضى كبيرة. فقد انتهى دور الولايات المتحدة التقليدي كشرطي دولي في منطقة الشرق الأوسط. فقدت الكثير من المصداقية هناك، بل وحتى لدى أقرب حلفائها. وخير دليل على ذلك التقارب بين إيران والدول العربية، التي باتت غير واثقة في الحماية ألأمريكية. وبهذا تصبح الاحتمالات أكثر خطورة من أن تؤدي ملفات إيران ولبنان إضافة إلى الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إلى المزيد من الفوضى.

هل هناك دور لأوروبا في ذلك كله؟

لقد ضيع الأوروبيون جميع فرصهم في السنوات الأخيرة. لذلك نرى فراغا في منطقة الشرق الأوسط، خلفته الولايات المتحدة الأمريكية. وكانت أوروبا مطالبة بالقيام بدور ما، خصوصا من الجانب العربي، ولكن الأولى فشلت في صياغة سياسة أوروبية موحدة. وأنا أشك في قدرة أوروبا على إنجاز ما فشلت فيه الولايات المتحدة خلال السنوات الثمانية الماضية.

أودو شتاينباخ يعمل أستاذا في مركز دراسات الشرق الأدنى والأوسط بجامعة ماربورغ الألمانية

أجرت المقابلة: إيفا أوزي

إعداد: عماد م. غانم