1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الجهاديون تجدهم في جنيف 2

جاسم محمد٢٣ يناير ٢٠١٤

ينقل جاسم محمد عن عمران الزعبي وزير الإعلام السوري القول إن بلاده لن تذهب إلى جنيف لتسليم السلطة للإخوان المسلمين أو لمن يمثل قطر أو تركيا والسعودية وأمريكا وإسرائيل. بعض التحليلات وصفت المؤتمر بأنه سوف "يولد ميتا".

https://p.dw.com/p/1AvtM
Syrien Friedenskonferenz
صورة من: picture-alliance/dpa

شهد جنيف 2 سباقا سياسيا وميدانيا محموما على الارض في سوريا ومن على المنابر السياسية وشاركت به اطراف دولية واقليمية سياسية فاعلة انقسمت الى مرجعية روسية واخرى اميركية.

وربما كانت واشنطن من أكثر الأطراف التي ساهمت بالتحضير الى هذا الاجتماع الذي يعتبر مكملا لبنود اتفاق جنيف1. الموازين الان اختلفت وتغيرت اللعبة السياسية ودخلت احداث جديدة، مما يجعل جنيف2 غير مكملا لجنيف 1 وربما يختلف معه في المسار. أبرز هذه الاختلافات هي الإتفاق الأميركي الروسي حول السلاج الكيماوي والثاني الاتفاق الاميركي الايراني حول الملف النووي الايراني. لقد تغيرت اللعبة وتغيرت موازينها بعد ان كانت تتمحور حول قطب الممانعة والمحور الأميركي.

إن ابرز الخلافات التي سوف يشهدها جنيف 2 هو رفض بنود جنيف 1 خاصة من قبل طهران وسوريا. وسوف يشهد جنيف 2 دخول طرف جديد في المعادلة كان غير حاضر وهو" الجبهة الاسلامية"، والتي تم الاعداد لها بجهود خليجية فاعلة، المملكة العربية السعودية اكثر من قطر، لتعويض ماخسرته في اعقاب التقارب الاميركي الايراني، والذي اعادة جدولة بقاء الاسد والنظام في السلطة. يشار ان الجبهةالإسلامية وهي تحالف ست جماعات معارضة رئيسية لمواجهة "الدولة الإسلامية في العراق والشام " وكذلك القوات النظامية.

إستراتيجية تغيير مسارات "الجهاديين"

تتبع الولايات المتحدة الاميركية إستراتيجية تغيير مسارات الحركات والتنظيمات الجهادية، هذه السياسة ظهرت في اعقاب تحالفها مع بن لادن في دحر الاتحاد السوفياتي سابقا من افغانستان عام 1989. فقد نجحت واشنطن بتغيير مسار القاعدة من الغرب الى الشرق في اعقاب غزوهها الى كابول 2002 ثم العراق 2003. واحدثت واشنطن استقطابا للجهاديين في منطقة الشرق الاوسط الذي تحول الى مبزل ومنخفض جهادي قاعدي.

ضمن هذه الإستراتيجية أيضا حاولت إدارة اوباما تحويل مسار حركة طالبان الجهادية المتشددة الى حركة أو تنظيم سياسي، وكانت طالبان قاب قوسين من رفع راياتها الجهادية على ممثليتها في الدوحة عام 2013.

ماتبذله الولايات المتحدة الان يصب في نفس الأستراتيجية وهو تحويل مسار التنظيمات "الجهادية" في سوريا وسحبها من مظلة القاعدة، لتشكل حزاما اسلامويا اقل تطرفا من القاعدة من وجهة نظرها.

ان جنيف 2 ربما يكون بطاقة شرعية للجبهة الإسلامية والجهاديين من غير "داعش والنصرة" رغم ان بعض تشكيلات الجبهة الجديدة ترتبط بعلاقات تنظيمية مع النصرة، ابرزها احرار الشام.

الجبهة الإسلامية ستكون العصا التي تضرب بها واشنطن المعارضة السياسة السورية اكثر من نظام دمشق وممكن فهم ذلك ضمن سياسة تعدد الاذرع والشد بأدخال المعارضة الى جنيف وجلوسها حول طاولة المفاوضات. إنّ جنيف 2 يمكن أن يتحول الى شرعنة للجهاديين في مواجهة " داعش والنصرة" اكثر من مواجهة بشار الاسد. وهذا يعني ان الجهاديين سيكونون لاعبا رئيسيا ليس فقط في مؤتمر جنيف بل و بعده أيضا .

الدور الذي تلعبه الجبهة الاسلامية الان ربما يكون قريبا من " الصحوات الاسلامية في العراق" 2006 لمواجهة خطرداعش والقاعدة والنصرة. ولا يستبعد احتمال ايجاد تقارب مابين النصرة والجبهة الاسلامية ولا حتى مع الولايات من الابواب الخلفية لفك العلاقة مابين النصرة و"داعش". هذه السياسة اتبعتها واشنطن في وقت سايق بفصل طالبان عن القاعدة. طالبان صاحبة الارض اما القاعدة فهي صاحبة العولمة الجهادية. اما النصرة اليوم فهي تتشابه مع طالبان الأمس من وجهة نظر اميركية وكانها سورية الهوى والهوية اكثر من " داعش" التي عرفت بقطع الرؤووس.

إن الانتقادات الموجهة الى المعارضة "الجهادية" بانها خالية من الفكر المنظم وما تقوم عليه هو المواجهة العسكرية فقط ،فإذا سقط نظام الاسد سيتفجر صراع أشد ضد الغربمن قبل "الجهاديين" مع اي حكومة قادمة، وسوف يكون استهدافا اكثر الى مصالح الولايات المتحدة والغرب في الخارج ايضا. وتجارب الجهاديين مع واشنطن وغيرها تعكس سرعة انقلابهم بعد حصولهم على الدعم والتسلح، والتجربة مع "الجهادين" في ليبيا اصبحت درسا.

وفي تقرير لصحيفة ديلي تلغراف بنسختها الاصلية الانكليزية في 19 يناير 2014 كتب Bonnie Malkin، بان كيري حذر النظام السوري من تحويل مسار محادثات جنيف بعيدا عن تشكيل حكومة جديدة، ذلك بعد رسالة موجهة الى الامم المتحدة تتضمن بان جنيف 2 هو للتخلص من المتطرفين . إن التغيير الدراماتيكي في موقف الاطراف الداعمة و المشاركة في جنيف 2، وفي إدخال الجبهة الاسلامية ربما سيتحول جنيف 2 الى شرعنة للجهاديين اكثر من إيجاد حل سلمي للصراع في سوريا.

*باحث في مكافحة الارهاب والاستخبارات