الجراحات التجميلية أبرز محاور المؤتمر الطبي السوري الألماني

شارك ما يزيد على عشرين طبيبا سوريا وألمانيا من أبرز أطباء البلدين في المؤتمر المؤتمر الطبي السوري الألماني الرابع الذي أقيم في مدينة حمص السورية خلال الفترة من 21 ولغاية 23 الشهر الجاري أكتوبر/تشرين أول 2008. وركز المؤتمر على محاور عديدة ابرزها التشوهات الخلقية والأمراض البولية والجراحة التجميلية. وواكب انعقاده إجراء عشرات العمليات الجراحية المجانية في مشافي المدينة. وشمل ذلك بشكل خاص المرضى الذين يعانون من أوضاع صعبة للغاية.

التشوهات الخلقية والجراحة البولية

معالجة شق الشفة وقبة الحنك (الجزء الأعلى من تجويف الفم) حسب طريقة الجراح الألماني جيرهارد بفايفر كانت في مقدمة المواضيع التي نوقشت في إطار محور التشوهات الخلقية. وفي هذا السياق يقول بفايفر: "يتوقف نجاح جراحة الشقوق الأحادية الجانب أو الثنائية منها في الشفة على معرفة الجراح بسير تشكلها المضغي أو الحنيني". ويعتبر الدكتور نقولا أبو طارة من مشفى مدينة لا يبزج أن جراحات تشقق الشفة معقدة وعليه فإنها تتطلب تعاون فريق معالجة متكامل يشمل متخصصين في جراحات الفم والأسنان والفكين والحنجرة والأذن.

أما ما يخص الجراحة البولية فقد عرض الجانب السوري طرقا مبتكرة أثارت إعجاب الجانب الألماني على حد تعبير الجراح الألماني كريستيان كلينيك. وذكر كلينيك أن السوريين أجادوا في تشخيص ومعالجة أمراض الحالب على اختلافها، لاسيما الأعراض التي تنطوي على خطر انسدادها عند الأطفال.

الشحوم والطب التجميلي

وقد حظيت الجراحة التجميلية فيما يتعلق بالتخلص من الدهون باهتمام ملحوظ من قبل المشاركين على ضوء الاقبال المتزايد عليها. الدكتور زياد شريقي رئيس مشفى هامبورغ ذكر على سبيل المثال بانه اجرى نحو 1100 عملية شفط دهون خلال سنة. وفي حديث خاص بموقع دويتشه فيله قال الدكتور زياد شريقي "إن الكمية المشفوطة تتعلق بحجم الحوض والعضلات، وفي كل الأحوال فإن شفط أكثر من خمسة ليترات يسبب إشكالات كثيرة".

اما الطرق المستخدمة في هذه العمليات فهي الطرق الكلاسيكية وتلك التي تعتمد على الموجات الصوتية وطريقة الهز، أي تحطيم الدهن ثم سحبه. ومضى الدكتور شريقي يقول إنه يوجد اليوم ما يسمى ببنك الدهون حيث يخزن الدهن المسحوب لمدة ثلاث سنوات، فإذا لم يعجب المريض العملية التي أجريت له، نقوم بعملية حقن للدهن في المنطقة المأخوذة منها.

تبادل الخبرات البشرية والتكنولوجية

أجمعت أراء المشاركين على أن المؤتمر شكل فرصة لتبادل الخبرات بين الطرفين. بالنسبة للجانب السوري تجسدت هذه الفرصة بشكل اساسي في الإطلاع على تقنيات وأجهزة ألمانية جديدة في أكثر من مجال على حد تعبير الدكتور بهجت طنوس، عميد كلية الطب بجامعة البعث. ولعل الأمر المهم أيضا هو إشراك طلاب كليات الطلب في أعمال المؤتمر وأنشطته بغية تعزيز تأهيلهم العملي.

أما الجانب الألماني فقد لفت نظره تنمية قدرات الأطباء السوريين على القيام حتى بعمليات جراحية دقيقة دون الاعتماد بالضرورة على أحدث الأجهزة الطبية المتاحة على حد تعبير الدكتور كريستوفر فيبر، استاذ الجراحة الدقيقة في عدة مشافي الألمانية. وهو الأمر الذي يشجع في المستقبل على المشاركة في مؤتمرات كهذه على حد تعبير الدكتور فيبر.