1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الثروة العراقية المغيبة !

٢٥ يونيو ٢٠٠٩

د سعد الحيالي

https://p.dw.com/p/Iaoo

اولا .حبا الله العراق بالثروة النفطية التي شكلت 90 % من الدخل القومي العراقي ,,لكن هذ الثروة أجهضت العقل العراقي الخلاق , في الكسب الحلال, وجعلته شخص متواكل , وتوجيه الشعب برمته الى قطاع الاستهلاك العام , المتمثل بالجيش والشرطة وموظفي الدولة , وحتى التربية العائلية , وسياسة التعليم موجهة في الحصول على الشهادة حتى لو لم تكن هناك حاجة لمجتمع لمثل هذا الاختصاص, بعبارة اخرى أن مخرجات التعليم العراقي لا تلبي متطلبات سوق العمل . وبالتالي هناك بطالة هيكلية تسود في الاقتصاد العراقي منذ عام 1975 .

أن كفاءة العقلية السياسية الحاكمة في العراق منذ عام 1958 , كانت تتصف بعقلية البداوة مع ثروة نفطية كبيرة سهلة المنال تخرج من بئر نفطي مكرمة ربانية الى عباده , واتجهت هذه العقلية المتخلفة نحو السلاح والقوة والحروب ضد الاكراد ودول الجوار , أن الاخذ بسياسة عسكرة الاقتصاد العراقي تعني توجيه نسبة 80% من الدخل القومي العراقي نحو التسليح , حتى عام 1980 , حيث اخذت النسبة تزداد لتبلغ 400 % من الدخل القومي العراقي , اي بعبارة اخرى تم الاقتراض نسبة 300 % على حساب رفاهية الشعب والاجيال القادمة , وتحولت الثروة النفطية من نعمة الى نقمة على الفرد العراقي ومعاناته, اليومية في توفير ابسط مستلزمات الحياة البسيطة من سكن لائق , ومركوب, ومشاريع الماء والكهرباء والعناية الصحية. نعم حكومة النظام المقبور , لم تع ابعاد الحروب وآثارها المدمرة وكان جل تفكيرها الكاذب , هي القومية العربية , ومحاربة اعدائهم وبقائهم في السلطة حتى لو كان على اشلاء الشعب العراقي برمته, وهذا الذي حصل بعد نيسان 2003 , حيث قبل الحرب خاسرة , فهي تمثل حرب صدام في بقاء نظامه في السلطة , لأن كثير من رؤساء الدول العربية طلبوا من راس النظام المقبور مغادرة السلطة وتجنيب الشعب العراقي ويلات الحرب .

ويمكن ان استنتج من المقدمة ماهي ثمرة الثروة النفطية التي حصل عليها الشعب العراقي طيلة نصف قرن:

1. تحول نسبة 70 % من الشعب العراقي العيش تحت خط الفقر .

2. جيل من الشباب الخرجين عاطلين عن العمل , نظام تعليم عاجز عن تلبية الطلب في سوق العمل, بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية التي افرزتها الثروة النفطية في احتقار المهنة اليدوية المنتجة , وتعليم الفرد العراقي على العمل المكتبي المريح .

3. انخفاض انتاجية جميع النشاطات الاقتصادية بسبب الحروب .

4. تعلق الفرد العراقي بالجيش والسلاح , توجد مقولة شعبية( لو ملازم او مو لازم ) اي رغبة الفتاة الزواج من ملازم في الجيش العراقي, وهذه لم تأت من فراغ بل كانت من تراكم السياسيات عن نصف قرن من الزمن .

5. الثروة النفطية سببت الفوضى السياسية في الصراع على السلطة التي اساسها الثروة وقوة السلاح , واصبح الصراع لمن يركب السلطة, وكانت الاتقلابات العسكرية مفاتيح لهذا المنهج الشاذ مع غياب الدستور العراقي طيلة نصف قرن .

ثانيا . أن وجود الثروة النفطية في العراق اضعفت روح الكسب الاقتصادي الحلال المشروع لدى جميع فئات الشعب العراقي لا سيما الادارة السياسية , فهم يشعرون بالغنى والرفاهية الاجتماعية لأن لديهم رواتب و رصيد نثرية كبير , فهم يقتنون الآثاث الفاخر ,السيارات الفارهة , والسيكار , والبدلات الانيقة التي يتم خياطتها في الخارج لاسيما الرئيس العراقي السابق المخلوع صدام حسين, حيث كانت هناك طائرات خاصة , تجلب له يوميا الارزاق الخاصة بالقصر الجمهوري. نعم أنه كان يعيش باعلى آبهة لأنه , تاجر نفطي كبير يدخل في ميزانيته اكثر من مليار دولار سنويا , ولو كان لا يوجد نفط كيف كان سلوكه الاقتصادي والاجتماعي ؟وكثير من المسؤلين في دول الخليج لديه شركات يعيشون منه ويشغلون ايدي عاملة كون الرواتب لا تكفي في تغطية نفقاتهم العائلية التي تتسم بالرفاهية العالية.

وكان النظام المقبور يستنكف اخذ المساعدات العربية ويقول ان شعبه غير محتاج لأنه لم يشعر بشعبه يوما . ومنح الهبات للعرب بشكل كابونات نفط , وهدايا الى الحكومات العربية بدون مقابل , ومهرجان المربد هو مهرجان كان يجب ان يكون مهرجان لترويج السلع العراقية لتنشيط الانتاج الوطني وكلنا نعرف اول ابيات شعر عربي في ترويج الخمار النسائي , عندما

كسد بيع الخمار : قال الشاعر

قل للبديعة ذي الخمار الاسود ماذا فعلت بزاهد متعبد

ولكن البعث اخذ من مهرجانات الشعر تسويق فكره الكاسد وكانت الانتهازية العربية تنهل من قوة الشعب العراقي , فهناك شعراء يأتون في ضيافة الحكومة على نفقة الشعب العراقي يبيتون ويسيحون في العراق , وهناك عوائل فقيرة ليس لديها لقمة الخبز . نعم العقلية الادارية في الدولة العراقية متخلفة وليس لها سوى المصالح الخاصة, على حساب الشعب العراقي المغلوب على امره .

هل تعلم في الاردن هناك مؤتمر حول دعم الصناعات التقليدية برعاية الملك عبد الله حاولت ان اقدم بحث ومن خلاله ازور الاردن , اتصلت السكرتيرة قائلة جميع نفقات الاقامة والسفر يجب ان اقوم بدفعها , وقلت لهم ولكن انا بذلت جهد كبير في البحث , قالوا أجرك على الله .

هل تعلم ان في الدول الغربية هناك طائرات هليوكوبتر للاسعاف الفوري للشعب الالماني لاسيما المناطق النائية لكون الانسان له قيمة كون الله سخر له الارض والسموات, وهذه الطائرة لم تستعمل في العراق سوى لنقل جرحى الحروب فقط.

الثروة النفطية تحولت من نعمة الى نقمة دائمة للشعب العراقي .

ثالثا . مصادر الثروة العراقية المغيبة وكيفية تنميتها وتطويرها :

ان مجلس النواب العراقي الحالي أسس لجنة النفط والغاز , كونها المصدر الأساس للثروة القومية , ولكن تناسى بان هناك ثروة عراقية هي اثمن من النفط الا وهي الانسان العراقي المبدع , المتمثل بالفنان العراقي , الرياضي العراقي , الطبيب العراقي , المهندس العراقي .

أن تكريم نجوم الرياضة والفن العراقي والمبدعين من الاطباء والمهندسين العراقيين القادرين على ادخال كل منهم نصف مليون دولار سنويا لحسابه الخاص في العراق, يسهم في زيادة عوائد الدخل القومي العراقي من الخارج الى جانب النفط ,بالمقابل يمنح له جواز سفر دبلوماسي عراقي وله تفضيل , في لجان المساعي الحميدة في المشاكل السياسية مع العالم الخارجي , لحل مثل هذه المشاكل , وتشجيع هذه الشريحة الاجتماعية للعمل في المجال الخيري , للاطفال المرضى , والمعاقين ذهنيا وجسديا ,وكذلك دعم الارامل والاطفال الايتام العراقيين .

أن نجوم الطرب والفن العراقي على سبيل المثال وليس الحصر :

الياس خضر

القيصر كاظم الساهر

ماجد المهندس

حاتم العراقي

شذى حسون

موفق محسن

عليهم أن يقوموا بحفل جماعي في ملعب القاهرة الرياضي , يكون ريع هذا الحفل لدعم اطفال العراق . وبتنظيم قناة البغدادية, افضل من تقديمها المهاترات السياسية الرخيصة التي لاتسمن ولا تغني عن جوع . وفي جميع الدول العربية لاسيما في الامارات العربية برعاية قناة الشرقية كي تسهم بعمل ايجابي في العراقي الجديد , وباقي الاقطار العربية وتكون برعاية الملحقيات الثقافية والتجارية .

أن النجوم العراقيون في جميع المجالات يجب منحهم جواز دبلوماسي كونهم يساهمون في دعم الاقتصاد العراقي , فالدكتور وليد الخيال أشهر متخصص في زرع الكلية في الوطن العربي , يجب منحه جواز دبلوماسي كونه حقق ايرادات للعراق بملايين الدولارات , من خلال علاجه مواطنين من دول عربية , وكذلك المهندس الجادرجي , هؤلاء هم الثروة النفطية التي لا تنضب , وهؤلاء هم ساهموا في زيادة الدخل القومي العراقي على تحقيق ايرادات بالعملة الاجنبية , وعملهم افضل بكثير من سياسيين وعسكرين( جواييش ) لم يضيفوا شئ الى الدخل القومي العراقي سوى مستهلكين دائميين للناتج القومي ( فحكومة نظام البعث المقبور جميعهم كانوا مستهلكين وغير منتجين وكانوا يحاربون كل شخص يعمل في الخارج و يريد أن يقدم شئ الى وطنه , كون سياستهم غبية في منعهم السفر لمثل هذه النجوم ).

وكذلك يجب ان يشمل منح جواز السفر الدبلوماسي النجوم الرياضين المحترفين والمتعاقدين مع الخارج. أن هذه السياسة متبعة في كثير من الدول الديمقراطية المتقدمة والتي يجب تطبيقها في العراق الجديد .