1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

التقارب الأمريكي السوري يمهد لدبلوماسية جديدة في الشرق الأوسط

٩ مارس ٢٠٠٩

رغم عدم الاهتمام بها من الجانب السوري، إلا أن زيارة مسؤولين أمريكيين إلى دمشق تعد إشارة واضحة على جدية إدارة اوباما في فتح صفحة جديدة مع سوريا، ما قد يمهد لدبلوماسية شرق أوسطية جديدة، لكن هوية المفاوضين قد تصعب المهمة!

https://p.dw.com/p/H8Oc
التقارب الأمريكي السوري يمهد لدبلوماسية جديدةصورة من: AP

شهدت العاصمة السورية دمشق في الأيام الماضية لقاءات جمعت مسؤولين أمريكيين رفيعي المستوى بمسؤولين سوريين رسميين، من بينهم وزير الخارجية وليد المعلم. ودارت المباحثات حول سبل تحقيق تقارب بين الجانبين، وذلك بعد أن سعت الإدارة الأمريكية السابقة في الأعوام الماضية إلى عزل النظام السوري باعتباره جزءا مما أسمته "محور الشر".

التقارب مع سوريا يمهد للخروج من العراق

Hillary Clinton Aussenminister Nato Treffen Brüssel
كلنتون اقترحت مؤخرا اشراك ايران في بحث مستقبل افغانستانصورة من: AP

وتشكل تلك اللقاءات إشارة واضحة وجديدة تدل على انتهاء "عصر بوش" وعلى نية واشنطن تحت إدارة الرئيس الجديد اوباما فتح صفحة جديدة أيضا مع دمشق. وبذلك يبقى اوباما وفياً لتوصيات الديمقراطيين، حيث طالبوا قبل عام من الانتخابات الرئاسية الأمريكية الماضية بإدماج سوريا وإيران في الإستراتيجية الأمريكية المستقبلية بخصوص الشرق الأوسط.

ويهدف الديمقراطيون من وراء هذه التوصيات في المقام الأول إلى العثور على مخرج مشرف من العراق. ووفقا لهذه الحسابات السياسية، فإن على الولايات المتحدة الجلوس على مائدة المفاوضات مع دول الجوار من أجل التباحث حول مستقبل العراق، وعلى الأخص في كيفية جعل بلاد الرافدين شريك سلام في منطقة الشرق الأوسط. في هذا الإطار يأتي إعلان أوباما عن استعداده لإجراء مباحثات مباشرة مع القادة الإيرانيين، كما تأتي دعوة وزيرة الخارجية هيلاري كلنتون الأخيرة لإشراك إيران في بحث مستقبل أفغانستان.

هوية المفاوضين قد تصعب مهمتهم

Symbolbild Reformen in Syrien, Assad und Symbol für Wendepunkt
واشنطت تدرك اهمية دمشق في المعادلة الشرق أوسطيةصورة من: AP / DW

هناك أسباب كافية تجعل التقارب السوري الأمريكي مفيدا من وجهة نظر واشنطن. فمستقبل لبنان لا يزال مرتبطا بجارته سوريا، رغم الانسحاب السوري من البلاد عام 2005، لذلك فإن من مصلحة واشنطن تحسين العلاقات مع دمشق بعد أعوام من القطيعة. كذلك يمكن لسوريا أن تلعب دورا في دفع حركة حماس نحو الاعتدال، كما يمكن إعادة إحياء عملية السلام على المسار السوري الإسرائيلي. علاوة على ذلك يمكن أن تشكل دمشق قناة تواصل بين واشنطن وطهران.

لكن يبقى السؤال حول ما إذا كان المبعوثون الذين اختارتهم واشنطن للمفاوضات مع دمشق هم الأشخاص المناسبين لهذه المهمة. فجيفري فيلتمان، معاون وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط، شغل سابقا منصب سفير الولايات المتحدة في لبنان، وكان يُنظر إليه في دمشق باعتباره القوة المحركة التي تقف وراء حركة المظاهرات المعارضة لسوريا والمؤيدة لعزل بيروت عن دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. أما المبعوث الثاني فهو مدير شئون الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الأمريكي دان شابيرو، وهو يهودي قد يُنظر إليه بريبة كما كان الحال مع المبعوث الأمريكي لشؤون الشرق الأوسط لأعوام طوال دينس روس، والذي يتولى حاليا شؤون منطقة الخليج. إضافة إلى ما تقدم فإن شابيرو كان أحد مهندسي إستراتيجية عزل سوريا من خلال ضمها إلى "محور الشر".

تجدر الإشارة هنا إلى زيارة المسؤولين الأمريكيين لدمشق لم تحظ باهتمام كبير من الجانب السوري، فالرئيس بشار الأسد كان مشغولا بأمور أهم من استقبال المبعوثين، كما لم تشغل الزيارة سوى حيزا ضئيلا في وسائل الإعلام السورية.

الكاتب: بيتر فيليب/ اعداد: هيثم عبد العظيم

المحرر: عبده جميل المخلافي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد