1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الانبار: الرابح والخاسر

عبد المنعم الأعسم٩ يناير ٢٠١٤

طرح عبد المنعم الاعسم على صفحة "الفيسبوك" سؤالا عمن كسب "سياسيا" معركة الانبار ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش)، معسكر رئيس الوزراء نوري المالكي، ام معسكر خصومه ،أي القائمة العراقية ومشتقاتها؟

https://p.dw.com/p/1Anen
صورة من: Reuters

على صفحتي للتواصل الاجتماعي "الفيسبوك" طرحت على اصدقائي وزوار صفحتي السؤال عمن كسب "سياسيا" معركة الانبار ضد تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام (داعش) معسكر رئيس الوزراء نوري المالكي، ام معسكر خصومه في داخل العملية السياسية، القائمة العراقية ومشتقاتها؟ .

أجاب عن السؤال حوالي 300 من المهتمين بالأمر، مثقفون وصحفيون وناشطون ومراقبون، وهي عينة تمثل غالبية (اقول غالبية) من مستقلي الرأي، وأصحاب المشغولية بقضية الحرية والحقوق المدنية والنأي عن الطائفية، وغير موالية للحكومة وللأحزاب النافذة، وليس راضية عن سياستها ومواقفها، وبحسب المعايير العلمية لاستفتاءات الرأي فان الإجابات لا تتطابق، بالضرورة مع اتجاهات الرأي العام في العراق، إنما تعبر عن شريحة، من هذا الوسط، محدودة، فاعلة ومؤثرة، ويُحسب لها الحساب بمقاييس التأثير والنفوذ، وليس بمقاييس الحجم، في بيئة تتسم بالاستقطاب الطائفي والتفتت المجتمعي، وبغياب مؤسسات محترفة لتأشير مواقف الرأي العام.

في كل الأحوال، فان الإجابات التي حصلنا عليها، وهي تنفرش على مساحة مهمة من التقديرات، يمكن ان تساعد الباحث والكاتب والمنشغل برصد الموقف الضميري لفئة من المواطنين (وأنا أول المستفيدين والممتنين للمشاركين) لكي يضيفها الى مكونات المشهد السياسي المأزوم، وصولا إلى مقاربة واقعية عن ردود الأفعال المجتمعية حيال أحداث الانبار وإفرازاتها.

وعندي، أن مستقبل "الدولة العراقية الاتحادية" لن يفلت مستقبلا من تأثير هذه الإفرازات، إذا ما تمعنا في مدلولاتها الطائفية والقومية والعشائرية والحقوقية، فان "غزوة" داعش لم تكن معزولة عن جملة أحداث ومواقف وصراعات عراقية، وإقليمية، وتتركز أهميتها الاستثنائية في تسليط الضوء على "أهلية" كابينة الحكومة وحسن إدارتها للصراع السياسي-العسكري، إذ وجدت نفسها في امتحان اكبر من شكيمتها، وكذلك، الضوء على أوضاع كتلة الخصوم السياسيين الذين راهنوا على حراك الانبار، واستيقظوا على مدينة صارت، فجأة، جيباً لمشروع إرهابي خطير على جميع المستويات، والطرفان(الحكومة وخصومها) وقفا أمام معادلات أمنية لم يحسبوا لها الحساب.

إن غالبية الإجابات، نفت التوصيف "والتوظيف" الوطني للمعركة، أو قللت من طابعها الاستثنائي واعتبرتها صراعا فئويا أو طائفيا أو صراع زعامات (أسياد الحرب) لكن هذه الغالبية شددت على خطورة مشروع داعش وحبذت القضاء عليه وانتقدت موقف (تواطؤ. مراهنة. احتضان) الكتلة السياسية لخصوم المالكي من هذا المشروع، نحو ثلث الإجابات، وربما أكثر بقليل ذهبت إلى ان كابينة المالكي ربحت المعركة وستقطف ثمارها "الطائفية" في إحراج حلفائها في التحالف الوطني، وفي التنافس الانتخابي، أيضا.

في ثنايا الإجابات ثمة برقيات وانتباهات وتأشيرات تدخل في باب "اللّـُقـَطْ" التي تفيد في رصد ردود أفعال أصوات عراقية مهمشة ومقصية ومتذمرة ويائسة ولم تسعف اللغة أصحابها (ولا المعطيات) لبناء منظور للتغيير، وهو ما تتطلع له بالتأكيد، او الحكم في مَنْ كسب المعركة، المالكي أم خصومة.. وسنحاول الخوض في هذا الوحل لاحقا.

"إن التاريخ في ظاهره لا يزيد عن الإخبار، ولكن في باطنه نظر وتحقيق". ابن خلدون.

نشر في جريدة(الاتحاد) ببغداد، ويعاد نشره على صفحتنا بالاتفاق مع الكاتب.