1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

الامام الما يّشور يسموه ابو الخرك

١٠ ديسمبر ٢٠٠٩

حسن الخفاجي

https://p.dw.com/p/KykJ

كان صاحبي هاشم المتشائم يسمي أيام الأسبوع كالآتي :" سبت كآبة، احد ضوجه، ثنين شر, ثلاثاء أحزان، أربعاء قتل، خميس فراق، جمعة عزلة " . استمر هكذا إلى ان خسر تسميات أيامه أمام بطل التسميات بلا منازع صدام، فجاءت القادسية التي بترت رجل هاشم المتشائم ليزداد كآبة وحزن، بعدها جاءت ام المعارك التي خطفت شقيقه، وفي أم الحواسم أصبح هاشم مليونيرا ! بعدما نفذ عملية سطو على البنوك هو وأولاد عمومته، وتحول من شاعر حالم وفيلسوف متشائم الى حرامي محترف !!.

ظاهرة التسميات والألقاب لم تكن بعيدة عنا فنحن ورثناها من صدام ، وسامحنا كل الحكومات التي قصرت بحقنا ، وتنازلنا لها عن كل الشهداء الذين سقطوا في حوادث تركت بلا أسماء أو أرقام أو تواريخ . سامحناهم عن فواجع كبيرة لم تدخل في سجلات الكوارث والفواجع في إعلام الحكومة والفضائيات المأجورة لأنها لم تستهدف مؤسسات حكومية، سامحنا عن فجائع مدينة الصدر، و الحلة، وديالى وكربلاء، والنجف ، والموصل ، وألانبار، والصدرية، و جسر الأئمة، وكل الفواجع التي تعدى عدد الشهداء والجرحى فيها المئات. وضبطنا ساعتنا لنبدأ العد من جديد: من فاجعة الأربعاء الدامي لأنها استهدفت وزارات سيادية !

نحن من جانبنا والحكومة معنا ننتظر التفجيرات القادمة ، وسنكون بارعين في اختراع التسميات الذكية المناسبة لها, ذهبت تفجيرات الأربعاء الاسود، وذهب تفجير الاحد الدامي ، ولم يعاقب القتلة الذين القي القبض عليهم، ولم تشكل محكمة لمحاكمتهم، ووصلنا الان الى تفجيرات الثلاثاء النازف. هل سنعود إلى مفكرة هاشم المتشائم لنستل منها التسميات التي تليق بأحزاننا القادمة؟ . وهل ستعم التفجيرات باقي أيام الأسبوع؟ .

قبل ايام تسابق اغلب ساسة الدرجة الاولى (ام الخمس نجوم) الى المستشفى حيث يرقد العبادي، وتبرعوا وصرحوا ونقل العبادي في طائرة اسعاف خاصة الى المانيا ، وهذا عمل جيد في ان يحاط بالرعاية كل ضحايا الارهاب، لكن هل سينال الفقراء اصحاب الاصابات الحرجة من ضحايا العمليات الارهابية الاخيرة نفس ما ناله العبادي؟ ام ان هؤلاء لايشكلون دعاية انتخابية دسمة !!!.

لانذهب الى اوربا لنبحث عمن استقال من الحكم ، ولانعود الى اسيا حيث انتحر في اليابان اكثر من وزير بسبب حوداث بسيطة قياسا لما نمر به، لكننا سنقف في مصر، حيث استقال قبل ايام وزير المواصلات بعد حادث تصادم القطارات التي سقط فيه 36 مصري .

من لم يستقل من المسؤولين الامنيين يجب ان يقال ، ويجب على الحكومة والبرلمان تحمل المسؤولية، ويكفوا مؤقتا عن البحث عن الغنائم: المالية، والانتخابية، وينتبهوا الى شلالات الدم.

من سيقدم على الانتحار، ومن سيستقيل ، ومن سيقيلهم ؟

الأمن الوطني خط احمر، في الدول الغربية تنتهك حقوق الانسان بعض الأحيان إذا تعلق الأمر في الأمن القومي. أمريكا أم الديمقراطية وحقوق الإنسان، اعتقلت خلال شهر أردني، وأمريكي لان الاثنين لديهم النية والاستعداد للقيام بأعمال تهدد الأمن القومي لأمريكا. احدهم عالم في وكالة ناسا ، لم يقوم أي منهم بعمل فعلي، لكنهم كانوا على استعداد لخرق الأمن القومي، لان الأردني حسام صمادي كان لديه استعداد للقيام باعمال ارهابية، وكان لدى العالم الأمريكي نوزيتي الاستعداد للتجسس لحساب اسرائيل. نحن في العراق ديمقراطيون (للكشر)، وحقوقيون (لكطع النفس)، والدليل على ذلك: اننا تركنا كل المجرمين الكبار يهربون بيسر، واخرهم الدايني الذي كان في قبضة رجال الأمن، لكنهم راعوا حقوق المجرمين، واهملوا حقوق الضحايا !!!!.

الذي فجر هذه التفجيرات أرسل عبر تفجيراته رسالة محتواها يقول : ان الاشرار مصممون على الحاق الهزيمة بالتجربة الديمقراطية ، وهم متماسكون وان اختلفت اتجاهاتهم ونواياهم، وساستنا المستهدفون برسائل الارهابيين لايزالون مختلفين في كل شيء.

يقول المسؤلون ان المزيد من التفجيرات ستحدث، وبالمقابل تظهر الحكومة المزيد من السماحة مع الارهابيين، حينما يقوم اكثر من مسؤول بزيارات الى السجون التي تعج بالارهابيين ، ويطالبون دون خجل، او حياء، باطلاق سراحهم، وتوفير ظروف جيدة لهم، ولم نر اي من هؤلاء النكرات، زار الضحايا الفقراء في تجمعاتهم السكنية، او زار المهجرين، او الارامل والايتام الذين يتموا بسبب هؤلاء المجرمين !

سنستمع الى اسطوانة مشروخة، تشبه الاسطوانة التي كررها صدام مليون مرة الى ان مللناه، (فليخسأ الخاسئون) ، بعد كل خطاب ، وبعد كل معركة ، وفي كل مناسبة ، والنتيجة :خسئ صدام، ولم يخسأ الخاسئون! وها انتم ترددون في كل مرة : ان من قام بالتفجيرات هم (عصابات البعث، ومجرمي القاعدة، وبقيا النظام السابق)، وتختموها بـ: ( سنضرب الإرهاب بيد من حديد، وسينال المجرمون عقابهم العادل)، ولم ينل أي منهم عقابه العادل، والدليل أن مجرمي النظام البائد الكبار ، لايزالون يعبون الويسكي في سجون خمس نجوم.

كل خوفي أن تتطابق صيحات الحكومة المتكررة وتوعدها الإرهابيين في كل مرة مع صيحات صدام الذي خسئ، ونجح الخاسئون في مسحه ، وعشيرته ، وحكمه من الخارطة. أمل أن لا يعود حزب البعث ، أو زبانيته للسلطة عبر التفجيرات ، او عبر ساسة يمثلوهم، قبضوا من دول الجوار مبالغ طائلة، ليتمكنوا من إعادة البعث وزبانيته ، يبدو اننا سائرون لان نختم ايام الاسبوع وفق مفكرة هاشم المتشائم الأسبوعية.

(الامام الما يشور يسموه ابو الخرك) مثل عراقي