اعمله بنفسك – الألمان يعملون ما يحتاجون إليه بأنفسهم
تحولت فكرة أن يصنع المرء شيئا ما بنفسه إلى "موضة" رائجة في مختلف أنحاء العالم. والألمان نشطون جدا في تطبيق هذه الفكرة. وتحول هواة "إعملها بنفسك" إلى مشهد خلاق ومبدع. وغالبا ما يبرز من بين صفوفهم بعض الرواد.
أعمله بنفسي!
بات شعار"اعمله بنفسك" هذه الأيام أكثر رواجا. ويتم تطبيقه اليوم في كل مجالات الحياة، سواء أكان في الخياطة أو العمل بالأدوات اليدوية أو استخدام الآلة الطابعة ثلاثية الأبعاد. الكثير من الناس يبنون أو يصلحون أو ينتجون حاجاتهم اليومية. يقومون بذلك بمفردهم أو بمساعدة الأصدقاء. والنتيجة توفير حاجة شخصية أو تقديم خدمة خيرية.
تعلم الحبك
في قديم الزمان كان بديهيا أن يتعلم الأطفال فنون الأعمال اليدوية. الفتيات كن يتعلمن في سن مبكرة فنون الخياطة والتطريز والحبك وترقيع الملابس القديمة، كما يبدو في هذه الصورة. الأعمال اليدوية كانت تغذي روح العفة لدى الفتيات، حسب الصورة النمطية التي كانت سائدة في المجتمع الألماني حتى الخمسينات من القرن الماضي. أما اليوم فباتت أعمال الحبك من النشاطات التي تدخل في مجال قضاء أوقات الفراغ لكل شخص.
كل شخص يمكن أن يكون صانعا
يجد الألمان أدوات صناعة هواياتهم في محلات متخصصة. ومنذ افتتاح أول متجر للأدوات اليدوية في عام 1960 تزدهر السوق باضطراد: كان عدد المحلات المتخصصة في هذا المجال في عام 1970 حوالي 100 متجر، وبعد 30 عاما أصبح العدد حوالي 4000 متجر. ولا يقتصر الأمر على الرجال فحسب، بل تقوم المرأة أيضا وبجرأة كبيرة بالولوج إلى سوق كانت مخصصة في الماضي للرجال فقط. مفتاح المسامير اللولبية للبطاريات صنع خصيصا للمرأة.
ثقافة الظل
وتنتشر ظاهرة "اعمله بنفسك" في ما يسمى بالمشهد البديل في المجتمع. فأصحاب الفكر البديل يرفضون المنتجات المصنعة بشكل واسع، لأن المهم هو الظهور بمميزات شخصية خاصة. كما ينبغي أن تكون الملابس ملفتة للنظر، كما نشاهد في هذه الصورة. في جماعات أخرى، ينبغي أن تكون الملابس آخر صرخة. والهدف هو الخروج من الإطار العام.
تكنولوجيا في الخدمة
دخول التقنيات الحديثة إلى المنازل جعل بعض الأعمال التي لم يكن يتخيلها أحد في الماضي أمرا ممكنا، وذلك بغض النظر عما إذا كان الأمر يتعلق باستبدال قطع غيار أو صناعة لعبة فنية: فبفضل جهاز طبع ذي أبعاد ثلاثية يمكن لكل شخص تقريبا أن يصنع مادة اصطناعية بنفسه تتوافق مع رغباته الشخصية، وتكون فريدة من نوعها على كل حال.
هواة أم رواد؟
بعض المنجزات الخالدة في حياة البشرية جاءت بفضل الهواة الذين أنتجوا أجهزتهم بأنفسهم. بينهم اكتشاف صموئيل مورز لجهاز إرسال البرقيات في عام 1837 والذي مكن الناس من التواصل رغم المسافات البعيدة بينهم. وفي الحقيقة كان مورز يعمل أستاذا لفنون الرسم، ولكنه كان مولعا في إجراء تجارب كهربائية وإلكترونية في وقت فراغه.
المشاركة في تشكيل الانترنت
الانترنت يجعل كل شيء تقريبا ممكنا: فحاليا يستطيع كل من يملك جهاز كومبيوتر أن يصمم صفحته الشخصية بنفسه. فالعالم الرقمي يدعو الجميع إلى المشاركة فيه والمساهمة في نشاطه. وإذا أخذنا صفحة ويكيبيديا على الانترنت فسوف نجد أن عمل تلك الصفحة يعتمد أساسا على مساهمة الكثير من المتطوعين من الكتاب وغيرهم. أكثر من 6000 إنسان يكتبون مقالاتهم للصفحة وفق شعار "نعملها بأنفسنا".
المتعة هي الهدف
لدى معظم الألمان هواية مفضلة يقضون وقت فراغهم بالانشغال بها. البعض منهم يجرب أشياء جديدة، والبعض الآخر يعمل في ترميم بيته بنفسه، وقسم آخر يعمل في حديقته. لكن المتعة في العمل تجمع الجميع في فكرة"اعملها بنفسك"، ودون مشاركة محترفين لهم في عملهم. فالهدف ليس الدقة والإتقان في الصناعة، وإنما الاستمتاع بقضاء وقت فراغ جميل ومنتج.