1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

ابحث عن امرأة اسمها كيفية

حسن الخفاجي١٥ فبراير ٢٠١٣

يستذكر حسن الخفاجي بحسرة ذكريات انقلاب 8 شباط 1963 الدموي، مذكّرا أنه في كل عام مر بعد ذلك العام المشؤوم يحتفل القتلة سنويا ، فيما يعضّ الأحرار أصابعهم حسرة وندما وحزنا .

https://p.dw.com/p/17f7e
صورة من: picture-alliance / Mary Evans Picture Library/Illus

في شباط يتناسلون كما الهررة وعن هرة السلطة يبحثون ونحن المبتلون . شباط العام ٦٣جرح غائر في ضمائر العراقيين الأحرار ، لا زعيم كعبد الكريم ننتظر ان يعود محملا بالهدايا للفقراء : بيوت وأراض ومدارس ومصانع ومشاريع وإصلاح زارعي وصناعي ونفطي وإلغاء للإقطاع وقوانين تهم المرأة .

سنبحث في وجوه النساء عن امرأة تشبه كيفية ، التي أنجبت الزعيم علها تنجب زعيما آخر يحمل حب العراقيين رتبا ونياشين ، يبحث الكثير من العراقيين عن نساء من خامة كيفية ينجبن رجالا كالماس مشرقين وأقوياء ، إلى حين يأتي ذلك الزمان.

حذار من شباطات قادمات !

هل نتقاعس أم نظل محملين بالنوايا الحسنة ، والقوم من حولنا يحفرون تحتنا للإيقاع بنا ، أم نهد بصدورنا العارية كما هد آباؤنا وأخواتنا وأجدادنا وواجهوا رصاصات غدر البعثيين . نتسلح بنوايانا الطيبة أم نتسلح بالعصي والفؤوس كما تسلح بعض الفقراء ليدافعوا عن الزعيم وثورته ومن حولهم دبابات الغدر ورشاشاته وطائراته؟.

كل ما نكتبه عن شباط الأسود الذي مضى لا يساوي شيئا أمام شباطات قادمات ، ونحن مازلنا كما كان أهلنا نضع العراق في قلوبنا وهم يضعون السلطة نصب أعينهم . لتجري دون ذلك انهر دم، لا يفهم البعض إننا ندافع عن زعيم بعينه، إننا ندافع عن العراق بعدما خسرنا زعيمنا الأول لتخاذلنا عن نصرته وانفضاضنا من حوله ولخبث سريرة من غدروا به،

فهل نتخاذل عن نصرة العراق هذه المرة أيضا؟ .

مليون أصبع وضع على مكان علة العراق المزمنة ، وملايين العراقيين شخصوها وعرفوها ، الكل يقول عن حلف الشر المشؤوم الذي أطاح الزعيم وثورته ، خيوط عنكبوتية جديدة نسجت لا تريد إنقاذ نبي وتظليل مشركين ، مبتغاها تعليق الفرائس الواهنة التي تقع في اوهن الشراك والعنها.

السؤال هل نظل نشخص العلة ونتركها تستفحل دون علاج ؟.

نقول عن حلف للمتآمرين ونحن مفككون ، نحكي عن أخوّة السرحان والشاة ، أخوّة الثعالب والدجاج ، أخوّة الغالب والمغلوب ، أخوّة الذباح والمذبوح ، أخوّة الجلاد والضحية .

أي نفاق اكبر من هذا !؟ .

بعد ان تنهي الدولة ما عليها وتنفذ مطالب للمتظاهرين قالت إنها محقة.

هل سيظل الزمن مفتوحا إلى ما لا نهاية أمام التظاهرات ؟.

هل ستظل الأبواب مفتوحة ومشرعة لدخول من هب ودب على خط الفتنة؟

الدولة دولة جميع العراقيين ، الذين يؤمنون بمبدأ المواطنة ولا غير مبدأ المواطنة يحكم الجميع ، لا ألوان ولا درجات لدم العراقيين .

إخوتنا في الانبار عاشوا وجربوا مرارة العيش تحت إمرة أمراء القاعدة من العراقيين والعرب ، وجربوا فترة الاقتتال الطائفي يوم كانت الدولة مفككة ، وقامت بظلها مناطق للطوائف ، وإغلاق للطرقات والذبح على الهوية .

هل أنجبت هذه التجربة حكما لهم بحد السيف والبندقية ؟.

هل بنى البعض منهم دولة البعث أم دولة الخلافة التي يرومون ؟.

هل اسقطوا حكومة المنطقة الخضراء كما يسمونها ؟.

لم يستطيعوا نيل ذلك حينما كان تعداد الجيش والشرطة لا يتعدى المائة ألف دون سلاح .

كيف وقد أصبح الجيش معافى وأعداده ازدادت أضعافا مضاعفة ؟

الكل سيخسر حينما نخسر العراق .

هل نكتفي بالتفرج على السكين؟

مع كل شباط يمر والعراق محاط بأحلاف شباطية جديدة ، وضحايا شباط الأول وورثتهم وامتدادهم ، مازالوا يتمتعون بالطيبة والغفلة ذاتها التي أطاحت أجدادهم .

الكتاب والساسة والمثقفون مطالبون بإحياء الذاكرة الوطنية وتشكيل قاعدة لوعي وطني مرن و نبيه ، يدرك خطورة المرحلة ويستعد لها قدر استعداد حلف المتآمرين الجدد وأكثر قوة ، حينها سيعرف المتآمرون وإعلامهم ومن يحركهم قدرهم .ويرحمون أنفسهم ويرحموننا.

هل سنكتفي بالتفرج والسكين، التي ستقطع وحدة العراق يحملها الآلاف ؟ ترتفع حناجرهم يوميا بهتافات لا يفهم منها إلا الطائفية والمناطقية .

بالأمس ضرب وفد لشيوخ عشائر جنوبيين بالأحذية ، حين ذهبوا للتضامن مع المتظاهرين .هذه الحادثة وغيرها كثيرات تثبت بما لا يدع مجالا للشك بان المظاهرات والاعتصامات خارجة عن سيطرة من أشعلوها ، وهي بأيادي أخرى لا تريد الخير للعراق والعراقيين.

لا اتفق مع الشيوخ الجنوبيين في مسعاهم لأنهم يجهلون ما اعد لهم من فخ ، وظلوا يتحزمون بطيبة اقرب للسذاجة في ساحة غدر ، لكن اغرب ما قرأته ، كان عمودا لكاتب ينتمي للمذهب الشيعي ،لام الشيوخ لذهابهم وبرر لمن ضربهم بالقنادر فعلتهم ، ورمى اللوم على الحكومة.

وكأن الكتاب الذين افتروا على الزعيم الراحل قاسم وثورته بعد استشهاده أحياء يرزقون في كل حين .ألا تبت أيديكم بئس ما تكتبون.

أجدادنا قالوا " تحزم للذئب بسلاح يقتل الأسد" .

بغير إعادة التسلح بالوعي الوطني وتحفيز الإرادة الوطنية لا إمكانية لدحر مخطط التآمر .

كلما كبرت الغفلة والوهن كثرة الخسائر.

"الأسماك الميتة تطفوا في مستنقعات الأكاذيب"