1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إلى متى العذاب؟

علي فاهم٢٥ يوليو ٢٠١٣

بمرارة الشكوى يقول علي فاهم أن المبادرة بيد المجموعات الإرهابية ، في أي وقت شاءوا إن يرسلونا إلى حتفنا ، وفي اي وقت جاعوا و أرادوا أن يتغدوا مع الرسول أو يتعشوا وجبة كباب عراقي مشوي على دخان مفخخاتهم الأسود .

https://p.dw.com/p/19DyO
صورة من: Reuters

كلنا وجبات سريعة على قارعة السوق ، هم يشربون دماءنا ليسكروا مع الحور العين و غيرنا يشرب بولهم ليتبرك ببطولاتهم ، أجسادنا عارية تبحث عن سكاكين مفخخة تقطعها الى أشلاء لتحملها بطانيات الأصدقاء الى مثواها الأخير قبل أوانها لتترك ورائها بكاء الأرامل و صراخ الأيتام و أعباء المعيشة ، ليزيد الحمل على الكفيل أضعافاً مضاعفة و ان كان ظهره المحني لا يحتمل أوزار الزمن فلا خيار له إلا الرضا بما كتب على جبين العراق .

ترسم تلك الأجساد المتفحمة في هذا الشهر الفضيل الذي سمي بشهر (الرحمة ) علامة استفهام حمراء كبيرة بقدر لوعة أم منتظرة لم يعد ابنها بخبز الإفطار ، و بقدر حزن أب فرح لتوهه بنجاح أبنه و ظن ان المستقبل فتح أبوابه له ليستريح قريبا ، و كنت أتمنى الا اجتر السؤال الكلاسيكي الذي مللنا من سماعه و من طرحه يوماً بعد يوم : إلى متى ؟

متى ؟ تلك الحروف الثلاثة التي ارتبطت في البحث عن الزمن ، الى متى نبقى نبحث عن زمن الأمان ؟ زمن ليس فيه ألآت تفرم الأجساد الغافلة .. زمن لا يسلب الأرواح قبل أوانها و لا يقطف الثمار قبل نضجها و لا يقطع الرؤوس قبل عطائها ؟

إلى متى نبقى نستلم رسائل التعزية و نعيد إرسالها و نرى أقمشة السواد تغطي أرصفة الطرقات ؟

إلى متى يستمر سماع أصوات سيارات الإسعاف تهرع كل يوم لتنتشل ما تبقى من ذكريات ممزقة ؟

الى متى يبقى يتطوع أبناؤنا في جيوش المعاقين و القاعدين و فاقدي الحياة ؟

إلى متى تتكاثر رؤوس الأرامل و الأيتام و تقل أيدي من يمسح عليها ؟

هل ضاع هذا الزمن بلا رجعة أم تاه في متاهات سياسة المصالح الشخصية على حساب جروح الوطن ؟

الى متى نبقى ننزف الأهل و الأحبة و الأصدقاء و لا يمل أو يكل قاتلنا من التفشي و الفرح بسلبنا أرواحنا ؟

إلى متى تبقى إخبارنا عابقة بروائح شي الأجساد و مصطبغة بألوان الدماء و لا تعرف سوى كلمات مللنا من طرقها على إسماعنا كل يوم، أستشهد ،جرح ، أغتيل ، مفخخة ، ناسفة ، إرهابي ، أسلحة ، أبرياء ، ضحايا ، مجرمين ؟

إلى متى ؟

من يملك الجواب على هذا السؤال فليسعفنا به .