1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

إراقة الدماء مستمرة والبرلمان العراقي مشغول بـ جنس الملائكة والمخصصات

٢٩ أكتوبر ٢٠٠٩

قاسم المرشدي

https://p.dw.com/p/KIJ1

الطبعة الثانية

. في بغداد مسلسل القتل مستمر وأعضاء البرلمان العراقي يناقشون زيادة إمتيازاتهم، و فرض القائمة المغلقة.

. قبل التفجير الأخير في بغداد.

دار حوار ـ مُفترض ـ بين إنتحاري يستعد لتفجير نفسه في صفوف العراقيين، وآخر ينتظر البشارة، للسفر للجنان والخلود، وما لذ وطاب!.

الإنتحاري الأول : غداً، إن شاء الله سأفجر نفسي في المنطقة المحصنة في بغداد.

الإنتحاري الثاني : هنيئاً لك الفوز بالجنة.

الانتحاري الأول : أخي في الله، إدعوا لي أن يوفقني الله لقتل اكبر عدد من العراقيين، سنة وشيعة، أكراد ، تركمان وعرب، من النصارى والمسلميين، الصابئة والإيزيدية.. ومن كل شيء يتحرك إسمه عراق.؟!

الانتحاري الثاني : سـأتوضىء وأٌُصلي لك ركعتين، وأسأل الله ان يرزقني اللحاق بك، وفي درجات أعلى؟!

الانتحاري الأول : درجات أعلى..كيف؟

الانتحاري الثاني : سأسعى جاهدا لا قتل أٌُناساً أكثر منك.

الانتحاري الأول : إلا تعتقد، ان قتلنا أعداد هائلة من المدنيين العراقيين، في ثواني معدودات سيوحد العراقيين ضدنا؟.

الانتحاري الثاني : أبداً..لا تقلق؟!

الانتحاري الأول : تقولها بثقة !

الانتحاري الثاني : نعم ..لا تكترث، الساسة سـينشغلون بـضرب بعضهم، واتهام بعضهم الآخر، وبصياغة بيانات الاستنكار الخشبية.

الانتحاري الأول : أمتأكد أنت؟

الانتحاري الثاني : حصل قبل الغد! ( الأربعاء ، الأحد والجمعة ..) ـ تفجيرات دموية عديدة طالت أرواح آلاف العراقيين في ساعات وأيام، تحديداً في الأسواق الشعبية، حيث يكثر الفقراء.

فكان رد فعل البرلمان العراقي، الذي إنتخبه الشعب بالدماء:

مناقشة جنس الملائكة و الإلتفاف على المطلب الشعبي ( القائمة المفتوحة ) وزيادة الرواتب، والمنح والمخصصات لأعضائه، وإمتيازاتهم التقاعدية.

الانتحاري الأول : اذن الوعي، والإرتقاء للمسؤولية الوطنية أصبح من الكماليات.

الانتحاري الثاني : نعم..من الكماليات عند هؤلاء الاعضاء. ولله الحمد

الإنتحاري الأول : طبعاً، هذا اذا أكتمل النصاب القانوني لجلسة تصويت تخص مصلحة المواطن؟!

الانتحاري الثاني : هذه فرصة كبيرة لنا، ان نوجعهم، نديم أحزانهم، وهم في غمرة الانقسام والتناحر، و الاستعداد للانتخابات.

الانتحاري الأول : نوجع من؟.

الانتحاري الثاني : الشعب، عوام الناس، الفقراء.

الانتحاري الأول : حسبتُك تقصد نوجع المسؤوليين.

الانتحاري الثاني : لا..لا.. المسؤول السياسي له حصانة، له من يقف خلفه ومعه، وبجواره يدافع عن حقوقه ( مكتسباته ) سواء أَفْسَدَ و سرق، ثم تهرب من المسؤلية، أو مات وهو يتنفس.

أما الأرواح البريئة فهي وقود لمعارك دائمة في هذا التشتت والتناحر السياسي.

يُضيف الثاني للأول: الا ترى حفلات التراشق الشتائمية، والغمز واللمز بين الأحزاب والسياسيين في إعلامهم، والإعلام المعادي.!؟

( العراقيون أصبح لديهم عدد كبيرمن القنوات والصحف والمجلات )

الأنتحاري الأول : كيف هذا.. ألم تسمع بإستقالة وزير النقل على خلفية حادث القطارين؟.

الأنتحاري الثاني : مابك!، البرلمان المصري هو من فرض على الوزير محمد منصور أن يقدم على الإستقالة من الحكومة المصرية.

أما.. في العراق.. فـلا إقالة.. ولا أستقالة.. فالجميع محصن بالحزب والطائفة، والمساومات. حتى وزير ـ الحمص بطحينة ـ التي تتنازع إسرائيل ولبنان على ملكيتها لم ولن يستقيل من وزارة الحمص.

الانتحاري الأول : بعد سقوط بغداد ( يقصد سقوط نظام صدام )ـ كان العراق رائع، كان الأمل كبيرا في تحقيق الهدف بسرعة؟

الانتحاري الثاني : كيف؟

الانتحاري الأول : كان الشيعي يقتل السني، والسني يقتل الشيعي. كان القتل على اللهجة، والاسم والعنوان، كان القتل على الهوية.

اليوم و للأسف الشديد: تغير الحال، وبدأنا نسمع ان الشيعة والسنة يحاولون تشكيل تحالفات وطنية.

الانتحاري الأول : علينا ان نوصل الليل بالنهار لضرب الاستقرار لأجل عودة الأمريكان للمدن العراقية، وإفشال العملية السياسية.

الانتحاري الثاني : مشكلتنا مع الإنسان العراقي وليس مع الجندي الأمريكي.

الانتحاري الأول : نعم، هذا صحيح، فـ القواعد الامريكية منتشرة بكثرة، و الجندي الأمريكي يتنقل بحرية بين دور العرض والفنادق، والأسواق في دول المنطقة، دون حرج، و فتاوى.

بل، إن دول ( الاعتدال والمواجهة )ـ يتنافسون لكسب وده و رضاه.

لكن، يُضيف الانتحاري الاول :

إذا استقر الأمن وتوحد العراقيين، وخرج الأمريكان، ماذا سيكون موقفنا؟

وما هو الغطاء لاستمرار قتل العراقيين؟

الانتحاري الثاني : نعم ..نعم ما بني على باطل فـهو باطل، ولا حصانة لدم عراقي في ظل الاحتلال.

الانتحاري الأول : يوبخ الانتحاري الثاني :

لا تذكر موضوعة الاحتلال وما بني عليه.

لان العراقيين سيقولون:

لماذا انتخابات حركتي فتح وحماس، والتشريعي الفلسطيني وحكوماته شرعية في ظل احتلال إسرائيلي مستوطن؟!،

وانتخابات العراق غير شرعية في ظل ـ إحتلال مؤقت، زائل وقد أنسحب من المدن.

الإنتحاري الثاني : لدية سؤال يلح في رأسي : كيف أتجنب جرح وقتل غير العراقيين؟

الانتحاري الأول : هدفنا المرحلي أن نفرض على العراقيين حالة الندم بالقتل والترويع، وإن صادف أن قتل غير عراقي نحسبه عند الله شهيدا.