إبداعات الرسامة باولا بولينغ تحت المجهر
اشتهرت الفنانة باولا بولينغ التي تنحدر من مدينة برلين بأحد قصص الكوميكس عن طالبي اللجوء في ألمانيا. وتتميز أعمال هذه الفنانة الشابة بتطرقها لبعض المواضيع السياسية الحساسة، مستفيدة من جمعها بين موهبة الرسم وقوة التعبير.
تقفي أثر الحركات الاحتجاجية
يرتبط اسم Paula Bulling بفن الرسوم الهزلي (Comics). وقد استأثرت حركة الاحتجاج التي عرفت باسم "احتلوا وول ستريت" باهتمام هذه الرسامة. وهو ما يظهر من خلال هذه اللوحة (الصورة) التي رسمتها Bulling في خريف عام 2011، حيث تظهر حديقة زوكوتي " Zuccotti Park" في قلب الحي المالي في مانهاتن التي كانت تعرف حضورا مكثفا لأعضاء حركة "احتلوا وولستريت".
بعد خلو المكان، خفت دفقة اللون...
تبدو حديقة زوكزتي (Zuccotti Park) في فصل الشتاء قاتمة أو هكذا على الأقل رسمتها ريشة Paula Bulling. إذ تبدو الحديقة خالية من المتظاهرين وبدون أوراق الشجر الملونة. هذه الحديقة التي كانت تسمى في السابق حديقة الحرية Liberty Park، وقد عاد اسمها الأصلي إلى الواجهة من جديد، بعد احتلالها من قبل المتظاهرين في سبتمبر/ أيلول 2011.
يجب الحديث مع الناس بدل الحديث عنهم
كانت Paula Bulling تتطلع لمعرفة ما يحدث داخل الحركات الاحتجاجية، لذلك قامت بعقد لقاءات مع بعض من شاركوا في الاحتجاجات التي نظمتها حركة "احتلوا وول ستريت". وقد سعت Bulling من خلال ذلك لبحث ديناميكية مثل هذه الحركات السياسية وعملياتها الجماعية، حتى وإن كانت لا تتفق دائما مع ما يقوم به نشطاء هذه الحركة.
الاستماع إلى النشطاء عبر مقابلات خاصة
قامت Paula Bulling برسم كل الأشخاص الذين حاورتهم. وقد جمعت كثيرا من المعلومات ستحاول استجلاءها مع Tashy Endres، وهو أحد نشطاء حركة "احتلوا وول ستريت"، لاستبيان مآل كل هذه القصص التي سمعتها من النشطاء. فمسألة التعامل الصحيح مع المعلومة تشغل بال هذه الفنانة في كل أعمالها.
ساحة عامة جديدة، لكن هذه المرة في بروكسيل
أطوار هذه الرسوم الكاريكاتورية تجري في بروكسيل. وهي جزء من ألبوم الصور الهزلية التي نشرت حديثا تحت اسم "Bruss Brussels in Shorts". وقد تم إخراج هذا الألبوم في إطار مسابقة كانت فرصة لكثير من الفنانين لتأليف وإخراج قصة تتناول مدينة بروكسيل في الوقت الحالي. الرسامة Paula Bulling وضعت يدها في يد المخرج الإفريقي Salissou Maman Oumarou لتظهر التباين بين سوق في بروكسيل وسوق إفريقي.
استعمال لغات مختلفة
في فقاعات الحديث الموجودة في رسومات Paula Bulling الهزلية نجد لغات مختلفة. وفي هذا العمل الفني تحضر لغة الهاوسا التي تعلمتها Bulling من Salissou Maman Oumarou الذي قدم من النيجر إلى ألمانيا عام 2001. وقد لعب Oumarou دورا كبيرا في كتاب Bulling للرسوم الهزلية "في بلاد المُبْكرين" بحكم أنه عاش في السابق في مأوى للاجئين وإتقانه لست لغات كم أنه ساعدها في التعرف على بعض الأشخاص.
الاستعانة بالتصوير الفوتوغرافي
لا يكاد التباين يكون كبيرا بين سوق إفريقي وبين مأوى للاجئين في ألمانيا. فمن أجل إبراز الصور المعمارية في كتابها "في بلاد المبكرين"، استعانت Bulling بكاميرا للتصوير خلال فترة بحثها التي تسبق التأليف. وقد ساعدتها الصور التي التقطتها بعد ذلك في رسوماتها، إذ يصعب على الذاكرة الاحتفاظ طواعية بمثل هذه المشاهد القاتمة.
القدرة على تسجيل اللحظات والأجواء
لا تحتاجPaula Bulling إلى التصوير الفوتوغرافي من أجل رسم الأشخاص أو الحالات، بل تعتمد بدلا من ذلك على رسوم أولية لتسجيل ملامح الأشخاص أو الأماكن مستعينة في ذلك بموهبتها الفنية.