1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

أنا من بقايا ثمود

هادي جلو مرعي٣ أكتوبر ٢٠١٣

يتأمل هادي جلو مرعي في مستقبل بلدان النفط وحال ابنائها، بسخرية تقارب الموضوع من ناحية تاريخية قرآنية من خلال المرور على قصة قوم عاد وثمود في الكتاب الكريم.

https://p.dw.com/p/19t9y
صورة من: Getty Images

السيد المحترم تحدث إلي بعد أن سألني عن نسبي وانتمائي القبلي ، وكنت قلت له ، إنني من قوم نزحوا من اليمن بعد أن حفرت الفئران في سد مأرب وحولته إلى حطام ، فقد شاده الناس من تراب وصخور ، وكان ميسرا للماء أن يمر من بين تلك الصخور بعد أن يدفع التراب في طريقه الى الوادي البعيد ،وبعدها عبرنا الى جزيرة العرب ، ومنها إلى العراق حتى وصلنا شماله ،ومنا من بثته الأقدار إلى بلدان عدة في الخليج والشام ، ولو كانت لأجدادنا قدرة عبور البحر المتوسط لهاجروا إلى أوربا ،ولو كانوا يستطيعون لعبروا بحر العرب إلى باكستان ،ولكنا اليوم من كبار تجار البخور والبهارات ،بدلا من أن نعيش في بلاد النفط التي لا تمنح لأبنائها سوى العذاب.

السيد المحترم لم يتردد في الحديث إلي عن تاريخ قبيلتي ونسبني الى إمارة طي المعروفة والتي تعود بحسب الأبحاث التي قام بها والدراسات التي أرهق نفسه في مجاراتها ، حتى وصل إلى يقين بأنني من بقايا ثمود التي أهلكها الله سبحانه ، والتي ورد ذكرها في القرآن الكريم في مواضع عدة حيث عاندوا صالح النبي و ابتلاهم الله بالناقة التي عقروها ، كذلك جاء عنهم في كتب وموسوعات إنهم تمددوا في بلاد الشام والجزيرة العربية واليمن ولهم آثار تدل عليهم ،ولم يختلف توصيفي لوجودهم في اليمن عن تأكيد السيد إن قبيلتي نزحت من اليمن إلى الشمال أي الجزيرة والعراق، وهذا صحيح فأنا الآن أعيش في العراق ،وكل الأخبار الماضية التي عرفتها تشير الى وجود أجدادي هنا من مئات من السنين ، وإنهم جاءوا من اليمن ، وهذا يعني أن إمكانية كوني من بقايا قوم ثمود ليست ببعيدة عن التحقق ، وهو ليس بالعيب فالآيات القرآنية تشير الى قوم طالحين والى نقيضهم من الصالحين الذين يرفضون الانجرار غالى تصرفات المنحرفين الذين اعتدوا على صالح وقتلوا ناقته وعاندوه ،وأنا بالتأكيد من بقايا الصالحين لأن من تم القضاء عليهم كانوا طالحين ولا يمكن أن ينجي الله الضالين والمنحرفين وهناك من آمن بصالح وسانده من قوم ثمود ،ومن غير المعقول أن يفشل نبي في الحصول على ( كم مؤمن ) .

هناك من يخجل من نسبته لثمود ،وأنا لا أخجل لكن السيد المحترم كان مترددا لأن أحدا من قبيلتي زعل منه حين صارحه بالأمر ،وقال لي ،إنك من المثقفين ، بالطبع فإن كل نبي يأتي الى أمة برسالة فإن من الناس من يؤمن به ،ومنهم من يكفر ،كما حصل مع قريش حيث كفرت بنبوة محمد وبعضها آمن به وعاضده في دعوته ،ولا يمكن أن يكون الجميع مؤمنا وليس معقولا أن يكفر الجميع ويؤكد القرآن تلك الحقيقة في قوله تعالى (وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَـهُمْ فَاسْتَحَبُّواْ الْعَمَى عَلَى الْهُدى فَأَخَذَتْهُمْ صَـعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ( 17 ) وَنَجَّيْنَا الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَكَانَواْ يَتَّقُونَ( 18)

بعض الأصدقاء شكل جماعة ( العباهلة الأقايل) وهم في الأصل من سادات ثمود و قادتهم وأصحاب الرأي فيهم والمتحدثين باسم قبائل ثمود الموزعة في أنحاء الشام والجزيرة العربية ،وعند التحقق عرفت إن هؤلاء المثقفين والصحفيين ينتسبون لعشائر من قوم ثمود ويستحون الإعلان فابتكروا التسمية ،وهي قديمة بتوصيف جديد ، وهذا نوع من الذكاء يوافق رغبة الهروب من المسؤولية عن توصيف ملتصق بهم ليكونوا في مأمن من نظرات الشك التي تبدو في عيون الآخرين .